في حقبةٍ كانت الكلمة فيها مسؤولية، والمعرفة رسالة، سطَع اسم السيد عبد الرؤوف فضل الله كواحدٍ من أبرز أعلام الفكر والدين في لبنان والعالم العربي. وُلد في بلدة عيناثا الجنوبية، وتشرّب من مناهل العلم في النجف الأشرف حتى بلغ مرتبة الاجتهاد. لكنه لم يكتفِ بالعلم كغايةٍ نظرية، بل جعله وسيلةً وجسرًا يصل به إلى الناس، ملبّيًا حاجاتهم الروحية، الثقافية، والاجتماعية.
كان عالِمًا بصيرًا، ومربّيًا حكيمًا، وقائدًا هادئًا في حقبة التحولات الكبرى. ساهم في نهضة التعليم، وأسّس منابر فكرية وثقافية، وبذل جهوده في تربية أجيالٍ حملت القيم الأصيلة، وواجهت التحديات بالوعي والمعرفة. عُرف بتواضعه وزهده، وبقربه الدائم من الناس في قضاياهم الكبرى والصغرى.
السيد عبد الرؤوف فضل الله، أحد أعمدة العلم والفكر في لبنان خلال القرن العشرين، جمع بين التقوى، العلم، الثقافة، والخدمة المجتمعية. أثرى الحياة الدينية والاجتماعية في الجنوب اللبناني، وترك بصمته في الفكر العربي. كان إرثه ممتدًا من خلال تلامذته ومبادراته التي ركّزت على الدعوة إلى الله، إلى جانب رعاية المستضعفين، ومساندة الفقراء والمحتاجين، ودعم المشاريع التنموية التي وفّرت الحاجات الأساسية لمن حوله.
استلهامًا من هذا الإرث العظيم، تطلق جامعة العلوم والآداب اللبنانية (USAL)، وبدعم من نخبة من الخيرين المحبين للعالم المقدّس، برنامج منح دراسية يحمل اسم "منحة السيد عبد الرؤوف فضل الله"، وفاءً لعطاءاته وتخليدًا لقيمه الراسخة في العلم والعمل والإنسانية. يمثل هذا البرنامج امتدادًا لمسيرته التي آمنت بأن بناء الإنسان هو البداية الحقيقية لأي تغيير، وأن التعليم هو حجر الأساس لأي نهضة.
تُقدم USAL عبر هذا البرنامج ست منح اجتماعية كاملة مخصصة للطلاب القدامى غير المقتدرين، بهدف التخفيف من الأعباء المالية التي تثقل كاهل الطلاب وأسرهم. يأتي ذلك لإتاحة الفرصة لهم لاستكمال دراستهم الجامعية، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد.
من خلال هذه المنحة، تؤكد الجامعة على دورها التربوي والاجتماعي، وحرصها الراسخ على أن يبقى الحق في التعليم متاحًا وعادلًا لكل من يملك الإرادة والطموح، دون أن تشكل التحديات المادية عائقًا أمام تحقيق مستقبله الأكاديمي.
نبذة عن السيد عبد الرؤوف فضل الله:
● وُلد السيد عبد الرؤوف فضل الله في بلدة عيناثا في قضاء بنت جبيل بتاريخ 20 شباط 1907، في كنف أسرة كريمة، لكن اليُتم طرق بابه مبكرًا بفقده والده في صغره.
● بدأ مسيرته العلمية في مدرسة بنت جبيل، حيث أظهر نبوغًا لافتًا بحفظه القرآن الكريم، ونهج البلاغة، وأشعار المتنبي، إلى جانب تكوينه العلمي والأدبي المبكر الذي شكّل أساسًا لمسيرته الفكرية والعلمية.
● وفي ذي الحجة من العام 1346هـ، انتقل إلى النجف الأشرف، مركز العلم والمعرفة، ليتلقى العلوم الحوزوية على أيدي كبار العلماء والمراجع، أمثال الميرزا فتاح الشهيدي، والسيد محمود الشاهرودي، والمرجع عبد الهادي الشيرازي، الذي منحه إجازة الاجتهاد، اعترافًا بتميزه العلمي وعمق اجتهاده.
● لم يكن علمه سبيلاً للانعزال، بل جسراً لبناء المجتمع وخدمته. أسس المساجد والحسينيات، وكرّس جهوده لتربية الأجيال على القيم الأخلاقية والمقاومة الشرعية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واضعًا العلم في خدمة القضية والإنسان.
● قضى حياته قريبًا من الناس، نصيرًا لضعفائهم، وداعمًا لقضاياهم، فكان رمزًا للثقة والاحترام والمحبة، وعمودًا من أعمدة العلم والعمل في مجتمعه.
● رحل السيد عبد الرؤوف فضل الله عن الدنيا في 11 ربيع الأول 1405هـ (4 ديسمبر 1984)، تاركًا إرثًا خالدًا من العلم والعمل، ونُقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف، حيث أمّ الصلاة عليه المرجع الكبير السيد أبو القاسم الخوئي، ووُري الثرى في مقبرة وادي السلام، ليبقى اسمه منارةً في سماء العلم والدين.
في ما يلي الشروط الأساسية التي يجب استيفاؤها لتقديم طلب الترشّح للحصول على المنحة، وهي كالتالي:
الحصول على معدل تراكمي أعلى من 2.0.
أن يكون سجل الطالب الجامعي خالياً من أي مخالفات.
اجتياز عدد أرصدة جامعية لا يقل عن 15 رصيداً ولا يزيد عن 70 رصيداً.
يتم تقديم الطلبات لدى مكتب شؤون الطلاب قبل نهاية الأسبوع الأول من فصل الخريف.


