استراتيجيات التحول نحو مدرسة شاملة في مناهج متطورة

نظمت كلية التربية في جامعة العلوم والآداب اللبنانية ندوة نقاشية حول "استراتيجيات الانتقال نحو مدرسة دامجة في مناهج متطورة"، بالتعاون مع المعهد اللبناني للمعلمين في جامعة القديس يوسف ونقابة أساتذة التربية الخاصة في لبنان ومعهد الهادي للصم والمكفوفين وصعوبات التعلم.

شارك في حلقة النقاش هذه الأستاذة هيام إسحاق، رئيسة المركز التربوي للبحوث والتطوير؛ والدكتور وليد حمود، عميد كلية التربية ومنسق تطوير المناهج في جامعة القديس يوسف؛ والسيد جهاد صليبا، المنسق العام لعملية تطوير المناهج الأكاديمية الوطنية الجديدة؛ والدكتورة هيلدا الخوري، مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم؛ والدكتورة أسماء عازار، رئيسة نقابة معلمي التربية المختصّة في لبنان؛ والدكتورة شذى إسماعيل، مديرة برنامج الدمج التربوي في جمعية المبرات؛ والأستاذة نضال جوني، مندوب لبنان في المجلس العالمي للأطفال الموهوبين والمتفوقين ومحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت؛ والدكتورة فيفيان بو سريع، محاضرة في جامعة القديس يوسف؛ والدكتورة ميشلين عون، منسقة مركز التقييم والتدخل النفسي؛ حضر اللقاء الأستاذ اسماعيل الزين مدير معهد الهادي، وباحثون وأكاديميون من مختلف الجامعات اللبنانية، بالإضافة إلى ممثلين عن المدارس الرسمية والخاصة، وممثلين عن المنظمات الاجتماعية اللبنانية والدولية، وممثلين عن المراكز التربوية وطلاب الجامعات.

اسماعيل الزين

بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، بعدها كانت كلمة لمدير مؤسسة الهادي جاء فيها: "إن هذه الحلقة النقاشية تشكل نقطة تحول مهمة في التعليم الشامل الذي كان على الدوام مطلباً وطنياً يحث المجتمع على الاهتمام بهذه الفئة المهمشة، والسعي إلى دمجها تربوياً واجتماعياً".

وأضاف الأستاذ الزين أن "الحكومة يجب أن تجري دراسة استكمالية لهذا التحول، تهدف إلى إنشاء مراكز للتدخل المبكر لتقديم التوجيه والتوعية لأسر الأطفال المعوقين، كما يجب أن تقدم هذه المراكز خدمات للأطفال منذ الولادة وحتى سن الثالثة: بدءاً من التشخيص والتدخل الأسري وتوفير المتخصصين المناسبين، وبالتالي تطوير البرامج الصحية والعلاجية والتأهيلية، بالإضافة إلى المهارات التنموية، وإعدادهم للاندماج في مجتمعاتهم ومدارسهم".

ودعا مدير معهد الهادي إلى "توفير التدخل والتقييم في مجال المهارات التنموية ضمن المناهج المطورة لضمان مستقبل آمن لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة"، كما دعا إلى "تطوير مناهج مرنة تتناسب مع شدة إعاقة كل طالب، واعتماد معايير محددة للانتقال نحو التعليم أو التدريب المهني"، مؤكداً أنه "يجب توفير المعدات اللازمة لاتخاذ القرارات الأنسب". وتساءل الزين عما إذا كانت الكتب المدرسية الجديدة ستكون ملائمة للطلاب ذوي الإعاقة.

هيام اسحاق

ثم ألقت د. هيام إسحاق كلمة أشارت فيها إلى أن الدعوة إلى هذه الحلقة النقاشية جاءت في الوقت المناسب، لأنها توضح المبادئ التي بنيت عليها استراتيجية التحول نحو المدرسة الشاملة في ورقة حول التعليم الشامل، أعدها متخصصون في مركز البحوث والتطوير التربوي.

وأضافت إسحاق أن "هذه الورقة الداعمة حددت معايير المدارس الشاملة"، مبيناً أن المعيار الأول هو الاعتراف بمسؤولية تعليم كل متعلم وفقاً لاحتياجاته المتنوعة، والمعيار الثاني هو استقبال جميع المتعلمين وتوفير بيئة داعمة لهم، والثالث هو تغيير القواعد واللوائح والهياكل والإجراءات والممارسات حتى يتلقى جميع المتعلمين تعليمهم".

وأشارت إلى أن "الورقة حددت أيضًا المناهج التعليمية الشاملة وهي: التصميم الشامل للتعلم، ونظام الدعم متعدد المستويات، والتصنيف الدولي للأداء الوظيفي، والإعاقة والصحة. كما حددت المناهج الإجرائية للتعلم النشط واستراتيجياته، بما في ذلك التعليم المتمايز، والتعلم التجريبي، والتعلم القائم على الاستقصاء، والتعلم التعاوني، والتعلم القائم على الخدمة، والتعلم القائم على حل المشكلات، والتعليم التشاركي"، مضيفة أن الورقة تضمنت أيضًا المعايير المعمول بها للتصميم الشامل للتعلم، وهي تعزيز وصول جميع المتعلمين إلى التعليم، وزيادة مشاركتهم في عملية التعلم وتزويدهم بالدعم التعليمي والإرشادي اللازم".

وأكد إسحاق أن "المبادئ الأساسية التي يقوم عليها التصميم الشامل للتعلم، مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، هي: توفير وسائل متعددة للمشاركة والتمثيل والعمل والتعبير"، مضيفًا أن "الوثيقة الداعمة لم تفشل في تحديد خصائص المنهج الشامل، وهي: مرن وآمن وعادل وشامل وتعاوني ومبتكر واستباقي ويسمح للمتعلمين بالشعور بالانتماء. كما وضعت سياسة تعليمية شاملة للأطفال الموهوبين والمتفوقين، وحددت خصائص منهج الإثراء الشامل وبرنامج التسريع الأكاديمي".

وليد حمود

ثم ألقى د. وليد حمود كلمة قال فيها "إن ورقة الدعم تطرح سؤالاً حاسماً يتعلق بالاستراتيجيات التي ستؤثر على التحول إلى المدارس الشاملة على عدة مستويات بما في ذلك النهج الإجرائي وآليات التنفيذ والتسجيل والتدخل والتقييم، مع التركيز على تعريفها ورؤيتها للمنهج الشامل. كما تناولت وضع الطلاب الموهوبين والمتفوقين داخل المدرسة الشاملة، مؤكدة على أهمية توفير بيئة آمنة ومرحبة لجميع المتعلمين بغض النظر عن احتياجاتهم التعليمية".

وطرح د. حمود سؤالاً حول "دور المؤسسات المعنية بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلاقتها بالمدارس الشاملة (مدارس المحور)، والتي من المتوقع أن تضم موارد إضافية تمكنها من استقبال المتعلمين ذوي الإعاقات الشديدة"، متسائلاً عما إذا كان من الممكن التوفيق بين التصميم الشامل للتعلم ونظام الدعم المتعدد المستويات، وتنفيذ هذا التصميم بما يتوافق مع السياق اللبناني".

جهاد صليبا

من جانبه أكد الأستاذ جهاد صليبا على “أهمية اعتماد مبدأ الحق الأساسي في التعليم والواجب الاجتماعي تجاه كل متعلم وإلا سنبقى في نظام الامتيازات”.

وأضاف: "الإدماج حق وواجب وليس رفاهية أو امتيازا، هو هوية اجتماعية وتربوية تتضمن القبول والمواجهة والمساعدة والتغلب والتميز"، متسائلا: "كيف نعمل اليوم على إعادة تصميم وصيانة مناهج جديدة لا تأخذ في الاعتبار قيم القبول والمواجهة والمساعدة والتغلب والتميز؟".

حلقة نقاشية

وبعد الكلمات الافتتاحية، أقيمت حلقة نقاشية أدارتها الدكتورة نضال جوني، وشارك فيها الدكتورة هيلدا الخوري، والدكتورة أسماء مجاعل عازار، والدكتورة فيفيان بو سريع، والدكتورة ميشلين عون، والدكتورة شذى اسماعيل.